أماكن

بابا ..مش احنا هنشوى درة

ايوة

طيب والبطاطا؟

ماشى يا ستى,والبطاطا كماان,بس على شرط ما تقربيش من الترعة وتلعبى جوا فى الارض بس

حاضر

………..

طيب هروح عند ستى حسيبة واجيب لماما جوافة من الحمرا

لماما برضة ؟ ربنا يسهل لما نوصل هنشوف

………..

يالا يا بابا,عشااان خااطرى غنيهالى يالا

وهتناامى على طول؟

حاضر

ميادة رابة البيت,تصب الخل فى الزيت ,ولها عشر دجاجة,وديك حسن الصوت

………..

قراااااقيش,قراااااااقيش,يالا اصحى

انا عملت الفطار,قومى بقى اعملى لينا قدحين شاى من اللى وصى عليهم حسان اليمانى

طيب يا بابا 5 دقايق بس وهقوم,تصبح على خير بقى

………..

كل حرف من السطور دى,مكنتش عارفة هيكون ايه قبل ما اكتبة

فى كلام ضحكت وانا بكتبة لانى ما افتكرتوش من وقت طويل

البطاطا والذرة كان جزء لا يتجزأ من زيارتى الاسبوعية للغيط مع بابا

الغيط,ارض متحوطة بفروع العنب

ومتقسمة لحتة عريضة فى الاول,اسمها المشاية,اللى بنقعد ونلعب فيها

وباقى الارض حارات صغيرة

بيفصلها عن بعض فروع العنب,اللى مجدولة على بعضها وبينها سلك رفيع,عشان تكون فى الاخر سور صغير من فروع العنب

وادام الارض الترعة الصغيرة

اللى كانوا بيقولوا لنا واحنا صغيرنا فى جنية بتطلع منها تخطف اللى يقرب ليها

كنا بنعمل على المشاية كمرة نار

شوية حطب وعود كبريت

ويحط عليهم بابا براد الشاى

واول ما يصب الشاى

يطفى النار

ونحط جوا الحطب وهو لسه سخن الذرة والبطاطا

على اد ما شربت شاى

وعلى اد ما اكلت الذرة والبطاطا

عمر ما كان ليهم الطعم دا

طعم نقى اوى

فيهوش طعم الكهربا والغاز

فيه طعم الطبيعة والارض

ستى حسيبة,الست العجوزة اللى ارضها ادام ارضنا,كان بينا وبينها الترعة,وكنا بنعدى الترعة على معدية عبارة عن شجرتين و بينهما خشب عليه حطب وقش

كانت ست طيوبة جدااااا

وكان عندها شجر جوافة

بس مش اى جوافة

الجوافة من جواها لونها احمر

كل الاطفال فى سنى كنا بنعدى عليهاا وتديلناا كتير

وما افتكرش عمرها قالت لحد لا

ومع انها ما تقربش لاى حد اعرفة

الا اننا كنا بنقولها يا ستى

لسه فاكره تفاصيلهاا وقسمات وشهاا المليان طيبة وحب

أغنيتى الحبيبة اللى كان فيها اسمى

ميادة رابة البيت

واللى فضلت لحد اولى ثانوى فاكرة ان بابا اللى مألفهالى

وفى الاخر اكتشفت انها قصيدة من الشعر الجاهلى

بس بابا غير الاسم

قراقيش,محدش قالة غير بابا

واكتر اسم حبيتة فى حياتى

أما قدحين الشاى

فكنتش اعرف يعنى ايه كلمة قدح اصلا

بس بقى انهم حاجتين,وجنبهم شاى يبقى عادة كوبيتين

ذكريات بفتقدها

وبحاف جداا افقدها

بخاف اتوة عن مكانها جوايا

اخاف تكون زى الاماكن القديمة اللى بنحس فيها بالراحة والسكينة

بس مع مرور الوقت زحمة حياتنا بتخف الرجل عنها

وحبة حبة ننسى وجودها

ولو فى يوم افتكرنا

ممكن نكون نسينا مكانها

او المكان اتغير

وبقى حوالية اماكن اجدد,اعلى واكبر

وما يبقاش باين المكان من وراها

فى طريقى من المكان دا واليه جوا نفسى

شفت واكتشفت واتعلمت وفقدت وافتدت وكسبت وخسرت

لما بحتاج بداية اجرى عليه ,ابدأها منه

ولو احتجت نهاية,بحط نقطة فى اخر السطر وانا جواه

ولو فى يوم تهت عنه,ابقى تهت عنى