روحى أنت

من لايعرفك لاينساك

أجل هو انت .. أخيراً أعرف أنه أنت

أنت الوجه الغائب الحاضر .. والوجه المتنائى الموصول

أنت نفسى التى طاردتها وطاردتنى

أنت من أعرف قبل أن أعرف ... ومن أعى قبل أن أعى

أنت من أتلاشى وجداً فيه وبقاء

أخيراً أستطيع أن أقولها وأستريح

أخيراً أستطيع أن أضمك إلى نفسى وأضم أشلائى فيك

أخيراً أستطيع أن أتخللك وأغفو مستريحة

أى إحساس بالراحة

أخيراً تفرح أنت فأسعد أنا ... تحزن أنت فأبكى أنا ... تشف أنت فأتلاشى أنا

ترهق أنت فأغفو أنا ... وتحلم أنت فأتمنى أنا

تهيم أنت فأشرد أنا .... وتقلق أنت لأجن أنا... وتتعذب أنت لأتعذب أنا .... وتشتعل أنت فأحترق أنا

أخيراً تشتعل جمرة العذاب المقدسة فى قلبى فتشع طهراً حارقاً يطرد برودة النفس وعتمة القلب وينفسح المكان لك

لم اعد أتعذب أو أفرح إلا بك… ولك… ومن أجلك

أصبحت أحزانى قطعة من جزيرة أحزانك التى تضرب شواطئها أمواج الكون الحى الذى يتنفس

أبحرت سفينتى على ضوء روحك وحط طائرى الوحيد على مشارف نفسك

قالت لك الأشجار والطيور إن من لم يعرفك لم يعرف الحب

وأقول انا إن من لم يعرفك لم يعرف الإنسان

أنت أنبل ما فى الإنسان, أطهر ما فى الإنسان, أعذب ما فى الإنسان, أقوى ما فى الإنسان

ولكنك بالنسبة لى لست كشفاً

فأنا أعرفك قبل أن أوجد... تلاقينا مراراً فى رحاب المجهول وفى عمق غابات الحزن

تلاقينا منذ أول الدنيا... وتعانقت أطيافنا فرحاً ووجداً وشوقاً وتبتلاً

كنت جزءاً منك, ولم أزل جزءاً منك…وسأظل جزءاً منك

أحس معك دائماً بمذاق اليوم الأول فى الجنة, ومذاق اليوم الأول فى الدنيا

بكارة الحياة وبدايات الأشياء

لن أقول أننى أحبك

تبدو الكلمة قليلة ومحدودة وقاصرة ولا تعبر عما فى نفسى

أنت شعاع يعكس الحياة فى نفسى...حلم عزيز هارب وشعاع منسى من الأمس الحنون

أحسك ...أتمثلك...أجسدك ... أهفو إليك...أتداعى إليك حناناً ورغبة .. وأذوب شوقاً ورقة

أرى بدايات الدنيا وسرها فى عينيك... وأسمع تنفس الكون حين تتنفس

لا تحدثنى عن الحلم, أو الواقع,أو الغد

أنت حلمى القديم, وواقعى اليوم, وغدى وفنائى وخلودى معاً

أنت روحى الساجية الساكنة الوحية الممتدة

أحس للمرة الأولى بأنك تنظر إلى بعينى وأننى أنظر إليك بعينيك

أحس اننا تقاربنا... تداخلنا... تمازجنا ... تلاشينا ... سبحنا حتى حافة المجهول... وعبرنا المجهول ولم نزل معاً

أنت لاتذكر أيام الجنة القديمة

أنستك مشاغلك حلمنا القديم... نسيت كيف أكلنا من الشجرة المحرمة وهبطنا على الأرض

هل تذكر البداية الأولى التى كانت قبل هذه البداية

كنت جزءاً من صدرك

كنت ضلعاً من ضلوعك

كنت أرقد فوق قلبك

هذا اللقاء الحميم لم أزل أحسه ..أتنفسه..أعيشه

أم نسيت حلمنا القديم حين لم يكن هناك غيرك

بلا دنيا ولا بشر ولا نساء... ولم يكن هناك غيرى

كنت داخلك ...جزءاً منك

روحى أنت

روح روحى القديم

المبدع

احمد بهجت

صديقتى العزيزة جدا على قلبى

نور محمد

اليكِ